![]() |
كيف أتخلص من التفكير الزائد |
حياة الإنسان بطبعها تحتاج منه إلى تفكير وتخطيط لكل مايتعلق بها و ماسيحدث في المستقبل و كذلك مايقع في الحاضر.لهذا فتجد أغلبية الأشخاص تختلف في نمط تفكيرها حول الخطوات الذي ستقوم بها وبمختلف أنواعها ،لكن هذا في حد ذاته أمر عادي وعلى العكس فإنه ضروري من أجل مقاومة الحياة وكل التحديات المرتبطة بها وكذلك الإستعداد للمستقبل المجهول، لكن الأخطر هو المبالغة في هذا التفكير الذي يؤدي إلى الوصول لمرحلة التفكير الزائد أو (overthinking) أو مايسمى بالتفكير المفرط فلا يفوتك معرفة طريقة علاج التفكير الزائد وكذلك الأضرار الذي يسببها في حياة الفرد، فما هو التفكير الزائد ؟ وماهي طريقة علاجه؟
ماهو التفكير الزائد ؟
يعرف التفكير الزائد بأنه سلاح قوي يدخل صاحبه في صراع نفسي ذاخلي مما يؤدي إلى خلق ضغوطات و مشاعر سلبية.بحيث أن التفكير المفرط هو التفكير في شيء أو عدة أشياء لفترة طويلة و مبالغ فيها، وغالبا ماتتعلق بما سيحدث في المستقبل ،وقد يكون التفكير الزائد من أخطر المعيقات الذي يواجهها الإنسان في جل حياته ،لأن الكثير يضيع حياته في التفكير المفرط،ومن منا الذي لم يسبق له وأن بيوم أو عدة أيام في التفكير الزائد ووجد نفسه ياني من فقدان الشغف في الحياة. ولم يتمكن بعدها من فعل شيء سوى التفكير الزائد ولاغير،لأن هذا التفكير الزائد يستنزف طاقة الإنسان بدون شعور.
أنواع التفكير الزائد
و اذا كنت تعاني من التفكير الزائد فيجب عليك أن تعلم بالنوعين الذي ينقسم إليها الإفراط في التفكير قبل الحلول.
التفكير الإيجابي: ويكون مرتبطا بالتفاؤل. طبعا للخير لكل ماسيقع في المستقبل ،ونظرا لعدة قرارات يتخدها الإنسان في حياته والذي تحكم على مستقبله كالعمل و الدراسة و التفاؤل بأنه قرار صحيح ويمكن أن يغير حياتي للأفضل.
إقرأ أيضا:"كيف تتخد قرارات في الحياة"
التفكير السلبي: وهو عكس النوع الأول ،ويكون بالتفكير في عدة أمور لكن بسلبية والتوقع بأسوء ماسيحدث في المستقبل كالتفكير بأن التخصص الدراسي الذي اخترته لن يفيدني في شيء وسيجعلني أعاني من البطالة.
لاتنسى بأن هذين النوعين لايجب أن يأخدوا وقتا من التفكير أكثر من اللازم سواءا كان إيجابيا أم سلبيا وكما يقال "إذا زاد الشيء عن حده إنقلب إلى ضده".
أضرار التفكير الزائد
1.الإصابة بالإرهاق.
تعد الإصابة بالإرهاق من أخطر أضرار التفكير الزائد والذي يشعر بها الإنسان و يتسائل مع نفسه و لايجد أي أجوبة. فغالبا مانكون نشعر بالإرهاق أوحتى التعب دون القيام بأي جهد الذي سيؤدي إلى ذلك،رغم أننا نجد أشخاص أخرين يقومون بعدة مجهودات و ينجزون العديد من المهام اليومية لكن يتوفرون على طاقة هائلة ترافقهم طيلة اليوم، لكن لا نعلم بأن من أضرار التفكير الزائد هو الإصابة بالإرهاق الذي يبني أساسا على إمتصاص الطاقة أثناء المبالغة في التفكير الزائد وحتى وإن كنا لاندري أو نعمل فإن ذلك الإرهاق. يعتبر من أضرار التفكير المفرط.
ونحن نعلم بأن الطاقة الحيوية تساهم بشكل كبير في القيام بالعديد من الإنجازات فليس من و اجبنا هدمها بالتفكير الزائد. والإرهاق،والدليل على هذا فإن في بعض الأحيان تريد مثلا أن تقوم بتمارين رياضة أو قراءة كتب التنمية الذاتية والذي ستخرجك من منطقة الراحة، لكن مع ذلك يوجد عنصر ذاخلي في نفسيتك هو الذي يمنعك ويجعلك عالقا وقد يكون هذا العنصر النفسي مرتبطا مباشرة مع التفكير الزائد وهو الذي يوقفك ويجعلك تشعر بالإرهاق والجسدي والنفسي ،حينها تبدأ بطرح الأسئلة مع نفسك بدون فائدة و تقول لماذا أنا مرهق رغم أنني لا أقوم بأي مجهود ،لكن سبب إرهاقك قد يكون التفكير الزائد.
2.زيادة فرص الإصابة بالأمراض النفسية.
من أخطر أضرار التفكير المفرط و الذي لايتعرف عليها الإنسان و لايشعر بها رغم خطورتها و تزايدها يوما بعد يوم. وهي زيادة فرص الإصابة بالأمراض النفسية وذلك طبعا لايأتي في المراحل الاولى من التفكير الزائد التي يمر بها الإنسان ، بل بعد مدة من الزمن ، حينها لاشعوريا يصبح الإنسان يدمر نفسه بنفسه بدون إحساس بواسطة التفكير المفرط، ولا قدر الله أن يصاب بمرض نفسي معين الذي يصنف من أخطر أضرار التفكير الزائد، ومع كامل الأسف فإن أغلبية الأشخاص لاتكتشف الأمراض النفسية بذاخلنا حتى يفوت الأوان.ومنهم من يتوفى بسبب الإصابة بمرض نفسي بسبب الانتحار وما إلى ذلك... وأهله لايعلمون ذلك.
لأن بكل خلاصة التفكير الزائد يؤذي إلى توليد بعض الأفكار في العقل الباطن و الذي يصعب التخلص منها. وخصوصا بعد تراكمها لأنها تترسخ في ذهن الإنسان و يمكن أن ترافقه طيلة الحياة ، كما أن الخوف و الغضب يصبح عادة بالنسبة له، وشيء طبيعي كالأكل و الشرب و لايعلم بأنه من أضرار التفكير الزائد ، كما أكدت الدراسات الأمريكية ، التفكير المفرط يساهم في زيادة الإصابة بالأمراض النفسية و أشهرها الإكتئاب، الذي يتعلق بالنظر إلى الحياة بسلبية من كل جوانبها يوما بعد يوم مما يؤثر على الصحة النفسية لدى الشخص ، إنطلاق من الضغوطات التي يتعرض لها في حياته.
3.فقدان الشغف في الحياة.
فقدان الشغف في الحياة هو من أبسط أضرار التفكير الزائد الذي من السهل التأثير بها وقد تكون الأولى من أضرار التفكير المفرط. لأن أول مايتعرض له الإنسان أثناء الوقوع في التفكير الزائد هو فقدان الشغف في الحياة بصفة عامة وبكل مايتعلق بها ، فهناك من كان يحب عمله أو تخصصه الدراسي لكن عندما وقع في فخ التفكير الزائد فقد شغفه في هاته الأشياء، ولم تبقى لديه القدرة على الإحساس بالإستمتاع عندما يمارس مهامه اليومية الذي كانت مهمة بالنسبة له، مما يتسبب في جفاف المشاعر الذي كانت تمنحه متعة و طاقة هائلة أثناء القيام بأنشطته المختلفة.
لاننسى بأن فقدان الشغف في الحياة يؤدي إلى عدم الإهتمام لكل الأشياء الذي كنا نحبها في الماضي و المتعلقين بها. والذي كنا نظن بأن بدونها لا توجد لدينا أي قيمة سواءا نشاطا أو شخصا ما ، وكل هذا بسبب التفكير الزائد الذي يشغل بالنا و يلهينا عن متعة الحياة الذي كنا نشعر بها مسبقا، لأنه حالة عقلية يصبح حينها الشخص يعاني من تقلبات في أفكاره ليلا و نهارا، الذي تتسبب في إغلاق شهية الحياة وتنشأ عدم الاستمتاع الإجتماعي، ينتج عنها بعض الأعراض مثل العزلة، وعدم الإهتمام لأي مناسبة إجتماعية و كذلك الفشل في التعبير عن المشاعر و الأفكار.
إقرأ أيضا: "كيف تستعيد شغفك في الحياة"
4.النقص في الإبداع.
تعتبر أضرار التفكير الزائد مسيطرة على عقل الإنسان و إنحصاره في أفكاره المختلفة مما ذلك من إبداعاته و إبتكاره.ونحن نعلم بأن الإبداع يلعب دورا كبيرا في تحقيق أهداف الحياة و تنظيمها من أجل الحصول على السعادة ،لكن صاحب التفكير الزائد يفقد هذه الإمكانية بسبب التفكير المفرط دائما في المشاكل المتعلقة بالحياة، و حتى إن كانت هذه المشاكل لايمكن التحكم بها مهما قمنا من مجهودات في سبيل ذلك، لكن مع تضييع الوقت في التفكير لهذه الامور يصبح محدودا في عقله لأن المعلومات التي يعرفها لن يقوم بالإبداع فيها و خلق شيء جديد.
لكن نعتقد بأن التفكير الزائد في المشاكل والمحاولة في إيجاد حلول لها هو الذي سيجعل العقل مبدعا ومتعودا على إيجاد الحلول. ولانعلم بأن هذا الأمر من أضرار التفكير الزائد ولن يساعدك أصلا في إيجاد حلول لمشاكل إلا قليلا منها ، ويمكنك أن ترجع إلى الماضي و تتذكر تلك الفترة الذي مريت أثنائها بالتفكير المفرط تجاه الحلول لمشاكلك، ولكن مع الأسف فشلت ، لذلك لا تجعل التفكير الزائد ينقص من إبداعك في دراستك أو عملك مما سيجعل البحث عن الحلول أمرا معقدا بسبب تراكم الأفكار السلبية في ذهنك ، وعدم القدرة على الإبداع في حلول مبتكرة من أجل حل المشاكل.
إقرأ أيضا: "كيف تصبح مبدعا"
5.إنشاء شخصية ضعيفة.
شخصية الإنسان هي مجموعة المكونات الذاخلية النفسية و هي عبارة عن أفكار و يمكن للتفكير الزائد أن ينشأ شخصية ضعيفة. لأن التفكير الزائد يؤثر على الشخصية بطريقة سلبية و لايوجد أي شخص في العالم لدية شخصية قوية و في نفس الوقت يعاني من أضرار التفكير الزائد ، في حين أن بعض الآخرون كانت لهم شخصية قوية، لكن إنقلبت إلى ضعيفة و أصبح الناس يحكمون عليهم من خلالها ، و إذا لاحظت بأن الأشخاص المتواجدون في محيطك أصبحوا يقولون لك بأن شخصيتك ضعفت ولم تعد كما كانت من قبل، فاعلم بأنك قد تعاني من أضرار التفكير الزائد الممثلة في بناء شخصية ضعيفة.
قد تظهر بعض صفات الشخصية الضعيفة أثناء المعاناة مع التفكير الزائد و الذي تسيطر على هوية الإنسان بتاثير سلبي.عند تعرض الشخص للتفكير الزائد والذي يساهم في بناء شخصية ضعيفة يصبح حينها عاجز عن الإندماج في الحياة، ويظن نفسه بأنه الوحيد من يعاني من الأمر. ومن المحتمل أن يضييع الكثير من الفرص في حياته و الذي كانت ستلعب دورا كبيرا في تغيير حياته للأفضل إنطلاقا من تهربه الإجتماعي الناتج عن التفكير الزائد و أضراره، وقد يفقد حينها الطموح في حياته و كذلك المهارات الإجتماعية بسبب الإنطوائية والقلق الإجتماعي، وهي من المؤثرات السلبية على نفسية الإنسان تجاه محيطه.
علاج التفكير الزائد
1.محاربة الملل.
الأوقات الذي نقتل بها أنفسنا أثناء التفكير الزائد هي غالبا ما تكون أوقات فارغة يصاحبها بعضا من الملل الغير المفيد. و عندما نمل في وقت ما في يومنا ، أبسط مانلتجئ إليه هو التفكير الزائد لأننا لانجد مانفعله، لكن الملل في حد ذاته يعتبر أيضا من أضرار التفكير الزائد، وكلما إستمريت بالشعور بالملل ، كلما زادت نسبة تأثيرك بأضرار أخرى من التفكير المفرط، بالطبع هذه مشكلة لكن لديها الحل، عندما تشعر بأن الأفكار أشغلت ذهنك و سيطرت عليك ، وفي بعض الأحيان تشعر بأنك لاتستطيع التخلص منها لأن بواسطتها تجعلك غائب عن الحاضر و الواقع المعاش بتراكمها ، لكن مع محاربة الملل ستتمكن من علاج التفكير الزائد.
أفضل حل لكي تقتل الملل وتنسحب منه فورا هو أن تقوم بإشغال العقل لأي نشاط مهما كان وتستعمله كمقاوم للتفكير الزائد. و إحذر من إهتمامك للأنشطة السلبية الذي تتجلى في أضرار مواقع التواصل الإجتماعي عن إستهلاكها ، بل عليك أن تفعل أي شيء، وتظن بأن ذلك يلفت إنتباهك لكي يقوم بالمساعدة و تخلصك من تضييع الوقت في التفكير الزائد و الأفكار السلبية، عن طريق ممارسة بعض المهام ، و لو أن تقم بترتيب سريرك فذلك مهم ، أو اللجوء إلى بعض الهوايات كالرسم من أجل علاج التفكير الزائد ، و لاتنسى الإستمرار في ذلك ، حتى وإن شعرت بعدم الرغبة.
2. ممارسة الرياضة.
ممارسة الرياضة هي أحد أفضل الطرق لعلاج التفكير الزائد و التخلص منه و ذلك يرجع إلى عدة فوائد الذي تفيد الإنسان. و للعلم فقط فإن الرياضة بمختلف أنواعها تجعل صاحبها ممتلأ بالطاقة والحيوية من خلال التحركات الجسدية، وعلى عكس التفكير الزائد الذي يمتصها منا بدون شعور ، ويجعلنا نشعر بإنخفاض الطاقة ،نتكلم هنا عن الطاقة السلبية الذي بفضل ممارسة الرياضة نحولها إلى إيجابية ، وهذا بالطبع يساهم في علاج التفكير المفرط، وهي نقطة مهمة لكن يغفل عنها العديد، وبإمكان لأي أحد أن يمارسها و بمختلف أنواعها، كما تتوفر على على فوائد تتعلق بعقل الإنسان وتنشيطه.
لأن أثناء ذخولك في التفكير الزائد في التفكير الزائد في نفس اللحظة لايجب عليك الإستمرار في الأفكار السلبية التي تراودك وتلعب بذهنك.بل يمكنك أن تبدأ بممارسة بعض التمارين الرياضية لكي تتخلص من هذه الأفكار السلبية، بحيث أن الرياضة هي الحل الأفضل لمواجهة إستنزاف الطاقة النفسية و العقلية ، وأبسط شيء يمكنك فعله هو المشي أو الجري لمدة ربع ساعة أو أكثر، ومع المحاولة ستتمكن من إكتساب عادة جديدة ، كما تحفز التمارين الرياضية بإفراز هرمون الأندروفين والسيرتونين و هما مساعدان قويان للتخلص من الأمراض النفسية وكذلك من الإكتئاب و القلق ، و كذلك ترفع من مستوى الثقة بالنفس.
3.تمارين التأمل.
تعتبر تمارين التأمل من أهم الوسائل لعلاج التفكير الزائد من خلال المساعدة في تصفية الذهن و كذلك التركيز على الاجابية عوض السلبية.لذلك فإن ممارسة التأمل من أبسط الحلول المتمثلة في في الإسترخاء و تخليص العقل من تراكم الأفكار و كثرتها، مما يؤذي إلى توليد بعض الضغوطات النفسية، وحتى هذه الإضطرابات النفسية فتستطيع معالجتها بواسطة تمارين التأمل كالقلق و الخوف والتفكير المفرط في عدة أمور.
في هذا الفيديوا ستتعلم كيف تمارس التأمل بأبسط الطرق لكي تعالج أضرار التفكير الزائد بكل سهولة حتى وإن مارسته لمدة 5 دقائق فقط:
4.قراءة القرآن.
القرآن هو كتاب الله وبواسطته نستطيع التقرب منه لأنه كلام حكيم و أنزل إلى الرسول عليه الصلاة والسلام، ويمكن أيضا أن يكون سببا في علاج التفكير المفرط، وإذا عارض التفكير الزائد السعادة في حياتك، فيجب عليك أن تعلم بأن قارئ القرآن، لايرى أي شيء يغدي العقل والروح ويقوم بتقوية الروح والجسد ويخلق السعادة في العالم مثل القرآن، وهذا يدل على أن للقرآن هو أفضل حل للنظر في الحياة بإيجابية و التخلص من الرؤية السلبية تجاه الحياة وهذه نقطة متفق عليها من طرف العلماء النفسيين، ومع تعودك على القرآن، فبإذن الله ستستطيع علاج التفكير المفرط ولن تشعر بأي إضطرابات بعدها.
مواضيع مفيدة:
"أسباب الخوف والقلق وطرق التغلب عليهم"
"كيفية تطبيق قانون الجذب بسهولة"
إرسال تعليق