![]() |
علاج الخوف والقلق |
إن الخوف والقلق شعورين سيئين يحس بهما الإنسان طيلة حياته و هناك من يشعر بهما يوميا ولذلك فيصعب التحكم فيها. وتعتبر من الأنشطة اليومية الذي ترافق الإنسان سواءا كان في عمله أو دراسته أو أي شيء يفعله في هذه الحياة، ولايعرف أسباب الخوف والقلق و طرق التغلب عليهما، وهذا هو سبب قرائتك لهذا المقال إنطلاقا من الإجابة عن السؤال المطروح وهو طريقة التغلب على الخوف و القلق بشكل نهائي، فأولا يجب عليك أن تعلم بأن الخوف و القلق شعوران مترابطان في عقل الإنسان سواءا كان الخوف الشديد أو الخوف بدون سبب ونفس الشيء بالنسبة للقلق.
وكل هذه المشاعر سواءا بالخوف أو القلق يرجع إلى عدة أسباب تختلف من شخص إلى آخر. ولاننسى بأن الخوف و القلق تزايدت وتيرة إنتشارهما في هذه الآونة الأخيرة في كل أنحاء العالم، رغم الإختلاف الذي يكون بين الناس بكل مايتعلق بحياتهم و أنشطتهم اليومية، وكذلك عن الأحداث الصعبة الذي مر منها أي شخص على الكرة الأرضية، أو الضغوط المستمرة يوما بعد يوم الذي تختلف نسبة وقوعها من شخص لآخر، وبصفة عامة فنجد أغلبية الأشخاص يشعرون بالخوف و القلق إما في العمل أو في حياته الإجتماعية و الأكثر من ذلك هو الخوف من الفشل، لهذا فإذا كنت تعاني من الخوف و القلق يجب عليك التعرف على أسباب الشعور بالخوف و القلق وطرق التغلب عليهما.
أسباب الخوف والقلق
1. التفكير الزائد.
يؤدي التفكير الزائد إلى الإنشغال بما هو آتي و يعني بما هو آتي و يعني بما هو سيقع في المستقبل الذي يصطحبه الشعور بالخوف و القلق. مما يجعل الإنسان مصابا بالقلق المرضي و الخوف من تخطي العقبات أو العراقيل الذي ستواجهه في المستقبل، وكلما زاد الإنسان بالتفكير في العقبات كلما زاد الأمر سوءا، والأكثر من ذلك سيصبح الإنسان يمضي يومه كله في التفكير السلبي. و يشعر بالقلق و الخوف تجاهها وبشكل مستمر، والإنسان يفكر بطبيعته في كل خطوة سيقوم بها وهذا عنصر ضروري لمواجهة تحديات الحياة وتحمل مسؤولية القرارات الذي يتخدها الإنسان، لكن المشكلة أنه يؤدي إلى الشعور بالخوف و القلق هو التفكير الزائد و الإفراط فيه.
ويؤدي أيضا التفكير الزائد إلى إنشغال العقل بالتفكير السلبي و عدم التفاؤل ويزرع في عقل البشر، الشعور بالخوف و القلق. مرتبطان بالإنشغال بأمر أو عدة أمور في حياتنا و قد يكون بعضها مشترك بيننا كما ذلك بنوعين أساسيين للتفكير الزائد والمفرط و هي:
· الطبيعي: ويجعل الإنسان لايشعر بالخوف و القلق في كل أوقاته الذي تمر من يومه ويكون مؤقتا. لإتخاد قرار يجعل صاحبه حائرا و خائفا في نفس الوقت قلقا من هذه القرارات الذي يود إتخادها.
· الغير الطبيعي:هو عكس النوع الأول و يجعل الإنسان يفكر كثيرا بأمور متعددة وبهذا فتزيد نسبة شعوره بالخوف والقلق في قراراته.
2. العوامل البيئية.
يقصد هنا بالعوامل البيئية بتأثير المحيط على الشخص من خلال جعله يشعر بالخوف و القلق و الزيادة من ترسيخهم في عقله. بحيث أن الإنسان يعيش ضمن بيئة مملوءة بالأشخاص المحيطين به و الذي قد تكون مسؤولة عن كل مانشعر به بغض النظر على الخوف و القلق، بل حتى مشاعر أخرى تدمر نفسية صاحبها بسبب المحيطين به و بيئته، وذلك عن طريق العديد من الأنشطة العامة والذي تمارس بشكل مشترك بين مختلف الأشخاص، نذكر منها، العمل، الدراسة، وهنا فغالبا مانجد نسبة كبيرة في العمل و الدراسة أو حتى أنشطة أخرى يتكلمون عنها بسلبية وهذه النقطة بحد ذاتها تؤثر على نفسية الشخص عندما يتحاور معهم وبذلك يشعر بالخوف و القلق.
والعنصر الثاني من هذا العامل الذي يؤدي إلى الشعور بالخوف و القلق من غير الناس أو المحيطين بل حتى البيئة. ويعني كل مايتعلق بما هو طبيعي، بحيث يوجد ثأتير متبادل بين الإنسان و البيئة الذي يعيش في وسطها، وهذا مانلاحظه إنطلاقا من الأنشطة اليومية للإنسان و الذي تؤثر عليها بمختلف أنواعها و أشكالها، لأنها تساهم في تأدية بيئته و تضررها، على سبيل المثال رمي الأزبال الذي يجعل حال الجو سيئا، سواءا كانت هذه التأثيرات صغيرة أم كبيرة فهي تساهم بدمار و تحطيم صحة الإنسان النفسية وشعوره بالخوف و القلق إنطلاقا من الأجواء البيئية.
3. العوامل الطبية.
يعد المرض حاجزا لشعور الإنسان بسعادة الحياة و التمتع بصحة جيدة، بل بالعكس يولد في نفسيته الخوف و القلق. لأنه يؤثر على الحالة الجسدية للإنسان وبعد ذلك يستطيع التأثير أيضا على حالته النفسية و التفكير دائما بسلبية بسبب مرض معين و على حسب خطورته و يساهم أيضا علاجه بواسطة العقاقير الطبية إلى ظهور إظطرابات نفسية و الإصابة بالخوف و القلق بسبب ماهو جسدي و مايؤثر عليه، من تقليل حركة الشخص أو شعوره بالألم عند علاجه.
ويؤدي أيضا هذا المرض والذي يكون مختلفا بين الناس و ذلك على حسب تنوع أمراض العالم كالإضطرابات العقلية، وهناك من يعاني من مرض جسدي و الذي يتسبب له في التأثير على الصحة النفسية، والدليل على ذلك فإننا نلاحظ أغلبية الناس الذي تعاني من مرض ما، لاتبقى فقط محصورة بالشعور بالخوف و القلق، بل حتى أنها تؤثر على مزاجه وطريقة تفكيره وتصرفاته المتغيرة يوما بعض يوم، بسبب الخوف و القلق لكل ماسيحدث لصحته و هل سيبقى على قيد الحياة أم لا، و يزيد تغيير نمط حياته للأسوء عندما يقارن نفسه بأشخاص يتمتعون بصحة جيدة.
إقرأ أيضا:"توقف عن المقارنة بالأخرين"
4. ضغوط الحياة.
مواجهة ضغوط الحياة المستمرة و المتداومة بشكل يومي للمواقف و الظروف الصعبة الذي تعرض الإنسان إلى الشعور بالخوف و القلق. كما أن هذه الضغوط تشكل إضطرابات نفسية تؤثر على أنشطتنا و ممارستنا الذي نفعلها في حياتنا بدون قيمة، و تحرمنا من السعادة و طعم الحياة، وإذا تراكمت على الإنسان و إستمرت معه فسيجد هذا الشخص صعوبة في التخلص من القلق و الخوف الذي يعيشه يوميا بسبب هذه الضغوط، مما يتعب ذلك نفسية الشخص ويجعلها منكسرة بالخوف و القلق، خصوصا إذا وجد الشخص صعوبة في التخلص من هذه الضغوط للتحرر من الشعور بالخوف و القلق.
بالإضافة إلى وجود بعض الإيجابيات لهذه الضروف القاسية الذي يتعرض إليها الإنسان وتجعله يشعر بالخوف و القلق. بحيث يمكن لهذا النوع أن يكتشف مابذاخله من قرارات وقوى ذاخلية الذي تدفعه إلى التحدي ومواجهة هذه الصعوبات والذي قد تكون الحافز لوصول الإنسان و تحقيق النجاح،في حياته، وهذا بالفعل سيجعل الشخص يخرج نفسه بنفسه من ضغوطات الحياة ومصاعبها إلى نعيم الدنيا والتخلص من القلق و الخوف الذي كان من قبل، وتذكر بأن كل مايحدث في هذه الحياة سواءا قلق أو خوف فهو مؤقت وغير دائم، كما يخبروننا الأشخاص الناجحين الذين مروا بظروف قاسية وكانت هي السبب و الدافع في ماعليه الأن من نعيم الدنيا وطعمها.
إذا كنت تعاني من ضغوط الحياة فلا بد لك من مشاهدة هذا الفيديوا لطريقة التعامل مع ضغوطات الحياة:
5.الصدمات النفسية.
من منا لم سبق له وأن شعر بالخوف و القلق عند تعرضه لصدمة نفسية أثناء يوم معين من حياتنا و أثرت علينا و على نفسيتنا. وبشكل سلبي عليها، وقد تكون هذه الصدمة مرتبطة بإصابة جسمية قد تكون نتيجة حدث إستثنائي غريب، بعدها يصبح الإنسان المتعرض عليه عقدة نفسية وصدمة مفاجأة وخصوصا إذا كانت إمكانيات تجاوز هذه الصدمة غير متاحة وغير متوفرة، على سبيل المثال إذا كان الشخص غير جاهز ومؤهل نفسيا للصدمة، لاو غير معتاد على ذلك و يعيش حياته بشكل متوازن بدون ضغوطات أو تحديات في الحياة، فيؤدي ذلك إلى القلق و الخوف الشديد.
وفي أغلبية الحالات الذي تكون مرتبطة بالنوع الأخير الذي تكلمنا عليه و الذي يشعر بالقلق و الخوف الشديد قد يشعر بشيء آخر. وهو الإكتئاب، و إنطلاقا من هنا فهذا الشعور يزيد ضررا على ضرر ومن الصعب تحمل هذه المشاعر القاتلة لنفسية الإنسان وعقله، وبعدها يصبح متعرضا لضغط و إضطراب نفسي و غالبا مايشعر أيضا بأن حالته النفسية غير قادرة على فعل أي شيء و عاجزة تماما بسبب الخوف و القلق الذي يمنعه من ذلك ويكون حاجزا بالنسبة له حتى لو حاولوا معه أشخاصا أخرين لإقناعه بممارسة شيء ممتع كان يحبه فيرفص ويفقد شغفه الحياة في بسبب الحوادث التي تكون ذات طبيعة كارتية.
علاج الخوف و القلق
1.العلاج الطبي.
يعتبر أيضا العلاج الطبي مساعدا للتغلب وعلاج الخوف و القلق من طرف أخصائيين بنقسمين إلى طبيب أو مستشار نفسي ونفسر ذلك بنوعين من العلاج الطبي وهما:
الدوائر: والذي يكون بواسطة إعطاء بعض العقاقير من طرف الطبيب إلى المريض المتعلقة طبعا بعلاج القلق و الخوف، وإضافة إلى ذلك فيجب إختيار الأدوية المناسبة و على حالتك الخاصة وعن طريقة إستجابة جسمك لهذا الدواء ، كما يوجد مضادات أخرى كمضاد الإكتئاب الذي يستعمل ضد الخوف و القلق، بحيث أن هذه الأدوية تساعد الإنسان على التقليل من الشعور بالخوف والقلق أو التخلص منهما نهائيا للعيش في موازنة وهدوء تام.
النفسي: والذي يكون خالي من أي أدوية أو أي مسكنات من طرف المعالج النفسي أو مستشار نفسي يكون إختصاصي في علم النفس، ولكن هذا النوع مخصص لبعض الأمر وكذلك لنسبة المرض النفسي، فهناك من يعالج القلق و الخوف بواسطة علاج نفسي في حين أن الأخر من طرف علاج طبي، ذلك يرجع إلى حالتك النفسية ووضعيتك، الذي بواسطته يتحدد طريقة ونوع العلاج الخاص بك، كما نجد بأن الأشخاص الذي يعانون من الخوف والقلق يستخدمون مسكنات وعقاقير للعلاج، وهذا أمر طبيعي، لذلك إذا أحسست بنفسك تشعر بالخوف و القلق بإستمرارية فيجب عليك الذهاب لتلقي العلاج من مقدم الرعاية الأولية، أو القيام بإستشارة طبية لكي تعلم مصير مرضك وتسيطر عليه قبل أن يسيطر عليك.
2.ممارسة الرياضة.
الرياضة عنصر لابد منه لمواجهة الخوف و القلق و علاجهما نظرا لعدة إيجابيات تساعد الشخص على ذلك عند ممارستها. فيجب علينا أن نعلم بأن الرياضة تحتاج إلى تركيز تام من أجل ممارستها بمختلف أنواعها وذلك على حسب إختيار الشخص للنوع الرياضي المفضل لديه من أجل التغلب على الخوف و القلق من خلال الطاقة الإيجابية الذي تجعل ذهن الإنسان مبتعدا عن أفكار الخوف والقلق، وكذلك للرياضة دور مهم في التمتع بصحة جيدة، ونشيطة في حياة الإنسان سواءا على الصحة الجسدية أو حتى الصحة النفسية لأجل علاج الخوف و القلق بصفة نهائية والحد من إنتشارها.
و نقول بأن مدة ممارسة الرياضة لأجل علاج الخوف و القلق كما يوصي بها الباحثون مابين: 30-40 دقيقة. وعلى الأقل ثلاث مرات في الأسبوع، والمساعد الأخر للتغلب على القلق والخوف، وما يجب أن يهتم به الشخص بجانب الرياضة هو الأكل الصحي، يجعل نتائج العلاج تظهر بسرعة وبفعالية، بحيث أن الطعام والشراب الصحي، الذي يكون متكامل ومتوفر على كميات محددة من العناصر الغذائية اللازمة لملأ عقل الإنسان و جسده بالإيجابية و الحيوية.
3. تغيير نمط الحياة.
أغلبية الأشخاص يشعرون بالخوف و القلق بسبب نمط حياتهم السيء و يجعلهم عالقين في روتين يومي غير جيد، وكل هذا بسبب فعل العادات المعتاد عليها بشكل يومي في حياة شخص معين ومع الأسف قد تكون هذه العادات اليومية مملة ومرهقة للغاية، مما يجعلنا ذلك غير قادرين على فعل أي نشاط آخر لم نعتاد عليه، ولانستطيع تغيير نمط الحياة الخاص بنا، وبالأنشطة المقلقة من أجل بعض الضغوطات التي تواجهه في مهامه اليومي، وربما يوجد العديد من الأشخاص التي تبحث عن طرق فعالة لتغيير نمط الحياة وعلاج الخوف و القلق.
توجد عدة وسائل لتغيير نمط الحياة للأفضل و التخلص نهائيا من الخوف و القلق بفضلها و ممارستها بشكل يومي. بحيث أن القيام بهذه الوسائل أو الأنشطة يساعد الإنسان على تجاوز المشاكل النفسية والعيش بإيجابية وبشكل مستمر مدى الحياة و نذكر منها.
الإقلاع عن العادات السلبية: الكثير من الناس يجب عليها أن من هذا النوع من العادات السلبية و المدمرة لحياة الإنسان لأنها لا تفيد بأي شيء، وغالبا مايفكر بسلبية، وكذلك بإستمرارية وتضييع حياته بدون شعور.
عدم تضييع الوقت: وهذا العنصر بالضبط مرتبط بالعادات السلبية، فستوفر وقت كبير لتعلم بعض المهارات.
إقرأ أيضا: "كيف تغير نمط حياتك"
4.الإتصال بالأصدقاء و الأحباء.
من طبيعة الإنسان أنه لايستطيع كتم مشاعره ونتكلم هنا عن الخوف و القلق و غالبا مايود الإتصال بأصدقائه و أخباره. من أجل إخبارهم بالمشاعر السيئة والذي يعاني منها وتشكل عائقا في حياته ويخبرهم أيضا بتقلب المزاج، بسبب القلق و الخوف، ويرجع له هذا الإتصال بالأشخاص المقربين منه بافراغ تلك الطاقة السلبية الذي تتواجد في داخله و مند مدة محددة من الزمن، وغالبا ما يستطيع هذا الشخص مساعدتك في التغلب على القلق و الخوف من دعمه ومن خلال مساندته والكلام الطيب الذي يصعد من قلبه من تحفيز و القول بأن هذه المشاعر مجرد ماهو موقت. و في جميع الحالات سيجعلك تخفف ألمك الداخلي.
إرسال تعليق