![]() |
أساليب الإقناع |
يعد فن الإقناع و مهارات الإقناع أحد أساسيات التواصل المهمة لتعزيز المواقف، ومن أسرار النجاح في الحياة وهي عملية التأثير. على صعيد العالم من طرف ممتلكه، بحيث يتمتع بقدر تغيير المعتقدات و سلوكات الأشخاص الأخرين، في محيطه ومجتمعه، وهي عملية الاقناع الذي تلعب إستبدال مجموعة من الأحداث و الأفكار، و تستعمل من خلال نقل الأفكار والمعلومات أو المشاعر من فرد لأخر أو حتى أكثر، والتأثير عليهم بأساليب الاقناع، عن طريق إعجابهم لكل ما يطرحه و يقوله، و تختلف طرق الإقناع من شخص إلى آخر لكن صفة واحدة وهي إمتلاك قلوب من حولهم.
وذلك يرجع لسلاحهم القوي والذي لايمتلكه الجميع من أجل الاقناع والتأثير هو الإعجاب من الأخرين لصفاتهم. بحيث أن هذا السر يجعل محيطه مهوس بكل ما يمتلكه من سمات متعددة ولكن لايعلمون بأن ذلك يسمى مهارات الإقناع الذي سيصبح في ملكك كذلك من خلال مهارات الاقناع الذي يخفونها عنك لكي يحافظون على تميزهم بإعجاب الأخرين لهم ولفت الانتباه، لأن مهارات الإقناع والتأثير، من أهم متطلبات النجاح في الحياة، ويعتبر الأشخاص الناجحين هم من يتقنون هذه المهارات والذي بفضلها حققوا مبتغاهم عن طريق التأثير على أفكار و أذهان الأخرين لإقناعهم.
مهارات الإقناع والتأثير
1.كن صادقا.
الصدق أو الشخص الصادق هي صفة ضرورية لإتقان فن الإقناع والتأثير على الأخرين ويعتبر من أهم المتطلبات الذي يجب أن يتحلى بها الإنسان. ويوصف بالشخص الصادق، ويجب أن يعتمد عليه الإنسان من أجل فن الإقناع والتأثير على أفكار و عقول الأخرين، في جميع الأنشطة (عمل-دراسة)، بحيث أن قول الحقيقة وعدم الكذب أصبحت صفة قليلة جدا في العديد من المجتمعات، و بطبيعة الإنسان أنه يحب أن يتعارف و يتعامل مع الأشخاص الصادقين وهذه هي طبيعة الإنسان في حب الإخلاص لهم والوفاء الذي يتحلى بها أي شخص صادق، ودائما مانجد الأشخاص الصادقين يستعملونه كفرصة للإقناع والتأثير على الأخرين.
كما الصدق العديد من الفوائد الذي تجعل الإنسان محترفا لفن الإقناع مع محيطه كما هو مطابق لنطق الإنسان بالواقع الحقيقي. الذي يجعل الإنسان صاحب أخلاق راقية و رفيعة تعطيه قيمة في محيطه و تميزه عن باقي الأخري، وإذا أردت أن تتقن أساليب الإقناع، فيجب عليك أن تلتزم بالصدق في الأقوال والأعمال، لكي يؤمن بك الأخرون ويقتنعون بأفكارك إنطلاقا من بعض الأحداث والمواقف لصالحك، على عكس الشخص الكاذب، لايثق به أي أحد، حتى إن حاول أن يستعين بأحد وسائل الإقناع الأخرى، فلن يستطيع فعل ذلك ولن يتمكن من إقناعهم بكل مايقوله لأنه قام بفقد إكتساب الإحترام من الناس.
2.الإعتماد على الحجج المنطقية.
الحجج المنطقية هي أحد وسائل الإقناع الذي تعبر عن دليل مقنع لمختلف الأفكار والمشاعر الذي تدور في أذهاننا نحن البشر. بحيث أن بطبيعتنا لانثق بجميع الأشخاص، أو بكل مايقولونه إلا و إن كانت لديهم حجة منطقية وحقيقية تأكد ذلك، و تعتبر دليل يستخدمه الإنسان لكي يتقن الإقناع ويسيطر على عقول الأخرين بأسلوبه الخاص وبكل سهولة، ومن المستحيل أن يقدم الشخص حجج منطقية لإقناع الأخر، وأن يقوم بتكذيبه، وعدم تصديق مايفعله أو مايقوله، وهذا مايجب الإعتماد عليه لإكتساب فن الإقناع والتأثير على الأخرين بما هو منطقي ويتقبله العقل.
من واجبنا أن نعلم بأن الحجج المنطقية تتدخل في أفكارنا سواءا كانت صغيرة أو كبيرة وتعبر عن وظيفة الحجج المنطقية. لأنها دائما تصف الواقع ومن الصعب إقناع شخص ما، بشيء مبالغ فيه وغير متطابق مع الحقيقة، هذا ما يغفل عنه الكثير للإكتساب و التمتع بمهارات الإقناع، لأن في بعض الأنشطة التي نقوم بها في حياتنا ونكون مع أشخاص أخرون معنا، فلا بد أن يأتي يوما ما وأن نجبر لتبرير ما للأخرين، فالحجج المنطقية هي الوسيلة المستعملة من أساليب الاقناع لتصديق الأخرين لما نقوله، وهي كذلك برهان للمعلومات وبواسطتها سنستطيع النجاح في إقناع الناس.
3.كن صريحا بالجوانب الإيجابية والسلبية.
إن العالم بأثره وما يحتوي عليه من كل المكونات فيوجد جزء منه سلبي والأخر إيجابي ونفس الشيء بالنسبة للإقناع. فدائما عندما تكون في حوار معين أو في جلسة ويقترح عليك أن تعطي وجهة نظرك، ركز دائما على كلتا الجانبين ( السلبي و الإيجابي) وهما عنصرين متكاملين لديهم دور كبير في تطوير أساليب الإقناع، لأن الكثير من الأشخاص عندما عندما تتاح لهم الفرصة لتقديم رأيهم يركزون على ماهو إيجابي فقط، ويظنون بأنهم سيقنعون من حولهم بهذا الأسلوب، لكن مع الأسف يفشلون بشكل فادح، لأن ذلك راجع لفطرة الإنسان في حب الشخص الذي يقول الواقع ولايغطي السلبي بما هو إيجابي لكي يتمتع بمهارة الإقناع.
لذلك يجب أن تطبق هذا الأمر في أسلوب الاقناع لديك لكي تطور من مهاراتك من خلال مشاركة الجوانب السلبية والإيجابية. ولاتخف من أنك ستفشل في الاقناع، وسينتهي الأمر بالفشل، بل يجب مشاركة الجوانب المتناقصة ولكن بطريقة لاتعتمد على الإستهزاء، لأن هذه النقطة بالذات ستجعل الشخص الذي كنت تريد إقناعه بأن ينقص من قيمتك أمامه لكن بخلاصة يجب عليك أن توازن مابين الجوانب السلبية والإيجابية، من أجل توازن عناصر الاقناع، ومن الأفضل أن تقترح بعض الحلول لهذه الجوانب السلبية، طبعا إذا كانت في مستطاعك، حينها سيصبح الأخرين أكثر إقناعا بأقوالك و أفعالك.
إقرأ أيضا: "كن صريحا"
4.تجنب إساءة فهم الأخرين.
من أقبح العناصر الذي ستجعل الإقناع ومهارته مجرد حلم ولن يتحقق لديك هي إساءة فهم الأخرين. سواءا كنت مع فرد واحد أو عدة أفراد، من الطبيعي أن الإنسان في بعض الأحيان لايفهم فيما يقوله الأخرون له ويقول شيء خاطئ عنه، لكن إذا أخبرته أثناء إقناعك له بأنك لاتفهم شيئا فيما أقوله، فكن متأكدا بأنك ستنهي حوارك أو مقابلتك بشكل كارثي لأنك إستهزئت بهذا الشخص وجعلته يشعر بأنه غبي فيما تريد إقناعه به، على عكس الأشخاص المتقنون لأساليب الإقناع، والذي دائما يبدؤون على سبيل المثال حوارهم بتعريف حول الفكرة الذي سيقنعون بها الطرف الأخر، حتى يتمكن من معرفة بعض المعلومات.
هذه من جهة لكن الجهة الكارثية الذي تتسبب في دمار فن الإقناع وهي إساءة فهم الأخر لك ولقولك، وهي عكس الحالة الأولى، بحيث أنها تعتبر لاتعتبر من وسائل الإقناع الغير عملية، وتعني بأن أنت تعطي معلومات وأفكار خاطئة وغير مفهومة بتاتا، للشخص الذي تريد إقناعه، ويظهر من خلال الترثرة في الكلام والقيام بحركات تبين بأنك غير متقن بفكرتك هاته، أو غير مكتسبا المعلومات الكافية من أجل إقناع الأخرين، لكن بمجرد ملاحظة الطرف الآخر لما تقوله بأنه مجرد مغالطات أو معلومات خاطئة وغير كافية لإقناعه، فمن المستحيل أن يقتنع بك وذلك راجع لقولك وفعلك الخاطئ.
5.إستمع أكثر مما تتكلم.
الإستماع أكثر من التكلم صفة ترتبط مباشرة بالكاريزما. بحيث أنها تجعل الشخص يتمتع بالحكمة وهي من أساليب الاقناع والتأثير. وكذلك فقليل من يتوفر على صفة الإستماع أكثر من التكلم نظرا للعديد من المعتقدات السلبية، و المتواجدة في ذهن الإنسان، الدليل على هذا، فإن البعض أصبح يستمر بالتحدث دون توقف ولمدة طويلة من أجل إقناع الطرف الأخر، ويظن بأنها ستساعد في تطوير مهارات الإقناع لديه، إنطلاقا من وجهات النظر المتعددة الذي يقدمها وبسببها يطول في الكلام، دون الإستمتاع لما سيقوله الأخر، وتقدير أرائهم أيضا من أجل خلق تعادل في الحديث أثناء محاولة الاقناع.
بحيث أن الإستماع والتكلم مهارتين أو عنصرين يشكلان الحوار بين طرفين أو أكثر بينما إذا كان الإنسان طموحا للإقناع. ويود في يوم ما أن يقوم بتطوير أساليب الاقناع والتأثير في كل من حوله، فيجب خلال المحاولة لإقناع احد ما، أن يتعلم الصمت أكثر من الكلام لكي يشعر الأخر بأنه صاحب قيمة ولديه إحترام وحق كذلك في الحديث وإعطاء رأيه فيما سيقتنع به ويقوم بالتعليق عليه، ولاتظن بأن كثرة الكلام وإعطاء مميزات إيجابية حول ماتقوله أثناء حديثك هو الذي سيجعلك تتمتع بالإقناع والتأثير، لأن كل ما كان الكلام قليلا و يحتوي على مهارات الإقناع الأكثر قيمة فستزيد من نسبة إقناعك للأخر بسهولة وسيحضى بإحترام الحديث بينكما.
هل تود أن تتقن فن الصمت، إذا كنت تريد بالفعل فيجب عليك مشاهدة هذا الفيديوا:
6.إستعمال السرعة المناسبة في الحديث.
إستعمال السرعة المناسبة في حديثك هي مهارة تحتاج إلى إستخدام أيضا بعض الذكاء في موقف معين وكذلك على حسب الطرف الآخر. لأن الأشخاص الذي يتميزون بإتقان أساليب الاقناع والتأثير، يهتمون لهذه المسألة ويستخدمون السرعة على حسب الموقف وكذلك الشخص الذي يود إقناعه، وأشارت العديد من الدراسات بأن التحدث بسرعة يزيد من إقناع بعض الأشخاص، لكن في نفس الوقت ليس الكل، كما أن لديها بعض السلبيات للإنسان الغير محترف ومجربا لإستخدام السرعة أثناء الحديث للإقناع، بحيث قد تكون سبب في عدم فهم الطرف الآخر لما يقول له ويشعر حينها بالملل وعدم الراحة.
لكن تصلح السرعة الزائدة خلال الإقناع والتأثير عندما تشعر بأن الطرف الآخر سيعارضك الفكرة ولن تصلان إلى مرحلة الإتفاق. فهناك بعض الحالات الذي يجب عليك إنطلاقا من ملامحه الذي تبين ذلك ويعني قبل نطقه بالتعارض، وفي حالة ما شعرت أنه يبدي إتفاقه معك، خفف من وتيرة السرعة أثناء الحديث، لأنه يود فهم ماذا يجري وماتقصد بقوله من أجل إقناعه، ونفسر بأن عند حديثك بسرعة دون توقف، حتى وإن أراد الطرف الأخر أن يعارضك فلن يجد أي فرصة أو وقت كافي لقول ذلك، أما إذا إستمربت في الكلام بسرعة وأضفت ميزة أخرى في حديثك أو فكرة جديدة فهذا سيزيد من نسبة نجاح الإقناع.
7.اتقن لغة الجسد.
لغة الجسد هي عملية تواصل لاتنحصر على الكلمات وتعابير اللسان، بل تقوم على التكامل مع ماهو منطوق وكذلك تحركات الجسد الذي تلعب دورا كبير للإقناع والتأثير على الأخرين، بحيث أنها أداة لايستعملها العديد من الأشخاص لأنهم لايعلمون بأهميته في خدع عقل الإنسان والسيطرة عليه، وفي بعض الأحيان تكون أقوى من التكلم، وبلا شك بأنك ترغب في تتقن لغة الجسد،من أجل إستعمالها في أساليب الإقناع والتأثير، فكل ماعليك هو أن تتبع الطريقة الذي تعرف بإسم "خدعة المرآة" ويعني ذلك أن تكون أنت المرآة للطرف الأخر.
وأن تقلد لغة الجسد الخاصة بالطرف الأخر وأن تجعلها فرصة الإقناع والتأثير عليه بواسطة طريقة غير ملحوظة وذكية. لأنها ستخلق بينك وبين هذا الطرف علاقة خفية وليست ظاهرة، فمثلا في حوار يدور بينك وبين شخص آخر وتحاول أن تقنعه بأن يشتري منتوج معين، وأنتم في وضعية وقوف، ومرت بضعة دقائق وقام بحركة تجميع يديه، فبعد ثوان قليلة جدا، يجب عليك أن تقوم بنفس الحركة دون أن يشعر بالأمر وحاول أن لا تقلد هذه الحركات بنسبة كاملة أو كل ما فعله ستقوم به أيضا، وذلك يرجع لنسبة تحركات الشخص، و ركز دائما على التقليد الإيجابي منها فقط من أجل التمكن من الإقناع والتأثير عليه.
8.اختر طريقة التواصل الملائمة.
تعد الوسيلة الذي نستعملها خلال تطوير مهارات الإقناع والتأثير تمر خلال طريقة التواصل الملائمة وهي من فنون الاقناع. فبذلك إذا أردت تتواصل مع أحدهم يوما ما، يجب عليك أن تختار الطريقة الملائمة و ستساعدك في إقناع الطرف الذي ترغب في مقابلته لغرض ما، وكذلك لا تنسى بالإهتمام لهذا الشخص من بعد الزوايا وعلى سبيل المثال هل ستتعرف عليه أول مرة، أو سبق لك وأن تعرفت عليه وكذلك هل هو صديقك المقرب فإذا كانت أول مره تتقابل معه فأبسط طريقة للتواصل الملائمة، هي البدايه بالتعارف عبر البريد الإلكتروني أو السوشيال ميديا .
وطبعا إذا كان رجلا وأنت كذلك فمن الأحسن فعلها لأن الرجال يحبون التواصل في هذه الطريقه أثناء الإقناع والتأثير بينهم، أما إذا كنتي امرأة وكان الشخص المقابل مثلك فلا بد أن تتواصلي معها بشكل شخصي، وأن تلتقيان وجها لوجه لأن النساء بطبعهم يتميزون بالحرص على بناء العلاقات الإجتماعية، والمشتركة من أجل إقناع وتأثير في ما يرغبون فيه ولكن إذا كان الأمر مهما ويستلزم أن يكون لقاءا خاصا وضروري حينها يوجب ذلك لأن الإقناع والتأثير تختلف نسبه أهميته من شخص لآخر، يبقى الأمر دائما يرجع للشخص الذي يرغب في إقناع الطرف الآخر.
إقرأ أيضا: "ماهي مهارات التواصل وكيف يمكن إتقانها ؟"
9.تواصل مع الأخرين بإسمهم.
احد أبسط الأمور التي تتوفر على دور كبير في الإقناع والتأثير وهي مخاطبه الأخرين بإسمهم عند الحديث معهم بحيث أن الإنسان بطبعه عندما تكرر اسمه بشكل مستمر يصغي إليك وإلى قولك ويستجيب لك بسهوله وبدون شعور، دون تفكير لأن عقله الباطن يستجيب بطريقه لا إرادية حين سمع اسمه وقد تكون بالفعل مررت من هذه المسألة وحينها تبدأ بالتجاوب مع هذا الشخص أثناء الحوار لذلك إذا رغبت في تطوير مهارات الاقناع لديك والتأثير في الأخرين استعن بذكر الأسماء لأن هذا الشخص سيشعر بالإحترام والتقدير بعدها ستسهل عملية الاقناع.
إرسال تعليق